أصعب موقف بكى فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
عند ما رأى جثمان" عمه حمزة " بعد " غزوة أحد" فالمشركون مثلوا بجثمانه الطاهر فى مشهد وحشي كان غير معتادا من العرب فتوعدهم "النبي محمد" بنفس العقوبة حين ينتصر عليهم فى غزوة مقبلة فنزل"القرآن الكريم "مواسيا" للنبي الرحيم" بقوله (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرللصابرين واصبر وماصبرك إلا بالله ولاتحزن عليهم ولاتك فى ضيق مما يمكرون) فقال"سيدنا محمد"(بل اصبرواحتسب) فحمزة كان عمه وأيضا شقيقه فى الرضاعة فالسن متقارب بينهما و"الحب فى الله" بينهما شديد كما أن" حمزة كان أسد الله " فكانت قوته وشجاعته فى خدمة "رسول الحق والعدل"
فصارت الشهادة هدفه وفى"غزوة بدر" كان يصول ويجول فى قوى الوثنية والظلام فقتل الكثيرمن سادتهم وقادتهم لذلك قرر المشركون بعد هزيمة بدر بأن الهدف فى"غزوة احد"اثنين هما "رسول الله" وبعده "عمه حمزة" وبدأت المعركة التى كانت فى صالح المسلمين أولا ولكن بسبب خطأ الرماة الذين تركوا أماكنهم من أجل الغنائم هجم المشركون فجأة هجوما مدمدما علي المسلمين فتغيرت بوصلة المعركة الملتهبة واتجهت السيوف والسهام بجنون فى اتجاهين فقط "الرسول وعمه حمزة" فاستشهد "حمزة بن عبدالمطلب"ومعه 70من الصحابة بل وأصيب"سيد الخلق" إصابات خطيرة فى وجهه الشريف.
ومرت السنوات الصعبة وبعد معارك كثيرة "وانتصارات محمدية" باهرة دخل "النبي محمد" مكة منتصرا ومعه 10آلاف جندى (فتوقعت "قريش" بأن الدائرة ستكون عليهم، وأن هذا الرجل الذي عذبوه هو وأصحابه وأصلوهم سعيرا، وقتلوا عمه حمزة وانتزعوا أحشائه، بل وأرادوا أن يأكلوا كبده سيذيقهم من نفس الكأس وسيعطيهم دروسا فى فنون التعذيب ولم يعلموا بأن"حبيب الرحمن" كان داخلا" مكة" ساجدا على ظهر فرسه باكيا متواضعا" شاكرا لربه" وحينما وقف أمام أهل قريش وهم لا تكاد تحملهم أقدامهم من شدة الرعب وشعروا بأن شمس أعمارهم على وشك الغروب بإشارةصغيرة من"سيدنا محمد" ولكن" أستاذ الرحمة ومعلم التضحية"
قال لمن أذاقوه العذاب ألوانا اذهبوا فأنتم الطلقاء فعفا عنهم وسامحهم فاندهش المشركون وخجلوا من أنفسهم وعرفوا بأن هذه أخلاق رجل تمت صناعته بأمر من"الله تعالى"فدخلوا فى" دين الله" أفواجا وعلموا بأنهم أخطأوا حين آذوا رجل كان(التواضع سمته، والرحمة منهجه، والإخلاص طريقه، والجنة مقصده، والخير هدفه،والإنسانية عنوانه)لذلك لم يكن من الغريب أن يعطيه "الله تعالى"صفتين من صفاته فى قوله تعالى (بالمؤمنين رءوف رحيم)
بل وأعطاه "الوسام الأزلى والشهادة الإلهية الخالدة" فى قوله(وإنك لعلى خلق عظيم) وكافأه " الله الكريم" بمكافأة لم يتم منحها إلا " لسيدالخلق وحبيب الحق" وهى مكافأة من نوع (ولسوف يعطيك ربك فترضى)ومعناها "السعادة الخالدة والنعيم الأبدى" بابي هو وامي افديه صلى الله عليه وسلم.