هل يمكن للسدود أن تنقذ الانهار من الجفاف
مع تصاعد الاضطرابات المناخية والكوارث البيئية من فيضانات مدمرة وجفاف قاسي، يتغنى البعض ببناء السدود كحل جذري لهذه الأزمات، بينما يرى علماء أن المبالغة ببناء السدود تحدث أضرارًا أكثر من نفعها.
لقد حذر العلماء منذ سنوات من أن التغير المناخي سوف يؤدي إلى زيادة حدة الفيضانات والجفاف، فالطقس الماطر سيزداد بللًا، والجاف يزداد جفافًا؛ بما يؤثر في منسوب الأنهار .
لذا تُطرح الآن تساؤلات حول دور السدود في تجنب تلك الكوارث التي تزداد وتيرتها في الوقت الحاضر.
تنقسم الآراء إذ يرى البعض أن السدود قد تزداد أهمية لدورها في حجب الفائض من المياه خلال الفيضانات، وإطلاقها خلال أوقات الجفاف ويمكنها أيضًا مكافحة التغير المناخي من خلال توليد الطاقة المائية بدلًا عن طاقة الوقود الأحفوري التي تطلق انبعاثات تسبب التغير المناخي.
يقول "ريتشارد تايلور"، خبير الطاقة المائية: "السدود والطاقة المائية ليست الدواء الناجع، لكنها مهمة في التأقلم مع التغير المناخي والحد من تأثيراته". ويقول آخرون بأن أضرار السدود تتجاوز منافعها، وذلك بسبب تأثيراتها على التنوع الحيوي في الأنهار.
وهناك آراء علمية جديدة تؤكد أن السدود تزيد حدة الفيضانات والجفاف، وذلك لأن مخزوناتها تُطلق غازات دفيئة بمعدل يفوق تصوراتنا السابقة. إذ تقول "إيزابيلا وينكلر"، التي تشترك في قيادة مجموعة "إنترناشونال ريفرز" بالولايات المتحدة: "الأنهار حل خاطئ، وقد تم الترويج لها كمصدر للطاقة الخضراء، وهي ليست كذلك. هل يمكن للسدود أن تنقذ الأنهار من الجفاف؟