اثبت بالبرهان صحة الاطروحة القائلة "ان للذاكرة اصول اجتماعية "
الطريقة المناسبة: استقصاء بالوضع
طرح المشكلة :
يتعرض الانسان في حياته اليومية الى العديد من الصعوبات الى تتفاوت في درجة تعقيدها وتشابكها وحتى يتأتى له ايجاد الحلول لها يعتمد على قدراته العقلية التي تشمل التخيل والذكاء والذاكرة وهذه الاخيرة تعرف بأنها هي القدرة على استرجاع الحوادث النفسية الماضية مع وعي الذات لها هذا من ناحية التعريف اما من الناحية الاخرى تحديد طبيعة الذاكرة ،،،لقد شاع عند بعض الفلاسفة والمفكرين ان الذاكرة ذات طبيعة فردية لان كل فرد له ذكرياته الخاصة به وبالمقابل هناك فكرة اخرى تناقضها وهي ان الذاكرة ذات طبيعة اجتماعية ومن هنا نطرح التساؤل التالي كيف يمكننا الدفاع عن هذه الاطروحة والاخذ بيها وبمناصرها ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الاطروحة :
يرى انصار النظرية الاجتماعية ومن بينهم "هالفكسن و تروكايم بأن الذاكرة اصول اجتماعية فليس الافراد دور قي تكوينها في تجاوز الوظيفة الفردية سواء الفيزولوجية او السيكلوجية ومن ثم فهي وظيفة اجتماعية حيث يقول هالفكس ان الماضي لا يحتفظ به ،انه يعاد بناؤه انطلاقا من الحاضر ،والذكرى تكون اقوى لما تنبعث من نقطة الالتقاء الاطر الاجتماعية " فتذكر الفرد للحوادث الماضية مربوط للغير وماضي الفرد هو ماضي الجماعة فهي التي تقدم له وسائل ليستعيد ذكرياته كما يؤكد دوركايم بأن التفكير لا يرتبط بالفرد فقط وفي ذلك يقول الجماعة تتضمن تاريخ اعضائها وبالتالي لا يمكن الفصل الذاكرة عن الجماعة فهي ذاكرة الاسرة او القبيلة او الامة
الدفاع عن الاطروحة بأدلة شخصية :
ان للذاكرة اصول اجتماعية وهذا ما ذهب اليه علماء الاجتماع الذين يعتقدون ان الفرد يكتسب تصورات وافكار من مجتمعه ،كما يرى الفيلسوف "بيارجاني " ان الذاكرة تجد في حياة الجماعة ،المجال الخصب الذي تستمد وجودها منه ولقد اكد "جون دولاي " ما ذهب اليه بيارجاني في ارجاعه ذاكرة لاصول اجتماعية وقد عبر عن هذا في قوله "اننا نعني بهذا الاسم ذاكرة اجتماعية ما سماه بيارجاني بالسلوك الاخياري تلك اللغة للتي انشأها مجتمع " وبالتالي فالذاكرة ذات اصول اجتماعية وموضوعية اي خارجية عن الفرد
عرض منق الخصوم ونقدهم :
يري انصار النظرية المادية وعلى رأسهم العالم الفيزيولجي "ريبو " والجراح الفرنسي جورج بوركا والنظرية النفسية ومن بينهم برغسون وفريد"ان للذاكرة اصول فردية ،فلقد اكد ريبو بأن الذاكرة بأن للذاكرة وضيفة عضوية فهو يرى بأن الذاكرة لا تتختلف عن الظواهر الفيزيائية فكما ان المعادن تحمل قابلية الانصهار والتمدد ،والورقة تحمل قابلية الانشاء والطي فالذاكرة هي ايضا تحمل قابلية حفظ الذكريات حيث يقول "ان الذاكرة وظيفة عامة للجهاز العصبي " كما اثبت الجراح "بروكا " بأن اي نزيف دموي في قاعدة التلافيف موجودة في الجهة الشمالية للمخ تسبب فقدان جزئيا اوكليا للذاكرة وهذا ما يسمى بمرض الافازيا وهذا ما قصده "بن سينا " في قوله "الذاكرة قوة محلها التجويف الاخير في الدماغ "كما اكد "برغسون "ان للذاكرة وظيفة نفسية سيكلوجية في ذاكرة المعاني والافكار ثم ان الانسان عندما يتذكر حادثة ما فإنه يتذكر كل ملابسات والحالات الشعورية والمحيطة بيها وهذا ما عبر عنه في قوله "فكل شعور هو ذاكرة "
النقد : لقد بالغ انصار هذا الاتجاه بتفسيرهم للذاكرة لانهم ركزو على الجانب الفردي واهملو الجانب الاجتماعي ،فلو كانت الذكريات مخزنة في للدماغ لاستطاع الفرد اذمر جميع ذكرياته لكن الواقع يؤكد ان الاافراد يعانون من ظاهرة النسيان ولا يمكن ان تكون الذاكرة حوادث نفسية بل للذاكرة لها مدلول اجتماعي والمجتمع الذي يصنع ذكريات الفرد
حل المشكلة :
استنتج ان الاطروحة القائلة "للذاكرة اصول اجتماعية " صحيحة ويمكن الاخذ بها وبمناصريها فالواقع يؤكد بأن للذاكرة اصول اجتماعية وليست فردية.