علم التصوير والفنون وتراث الإنسانية
لقد شاء القدر أن يكون للتصوير جانبه الفني المحض وجانبه العلمي القح رغم أن الفن والعلم كلمتان تبدوان متعارضتين منذ زمن طويل، لأن الفن نوع من أو لون من ألوان الإبداع البشري، يقدم ثمرة ومحصلة العواطف الإنسانية، في حين أن العلم يميل إلى الإكتشاف للحقائق والقوانين التي تندرج تحت لوائها قوى الطبيعية وتفاعلاتها حتى داخل الفن نفسه.
ومنذ زمن بعيد لاحظ الإنسان مدى التلف الذي يصيب التراث الفني وتنبه إلى ضرورة الحفاظ على هذا التراث فتوثقت عرى التعاون بين علماء التصوير وبين رجال الآثار ، ولهذا استخدم التصوير الضوئي كوعاء حافظ للتراث من خلال تسجيل الصور الضوئية المختلفة للمواد الفنية من زوايا متعددة مما أعطى التصوير الفوتوغرافي قيمة لاتتمتع بها وسيله أخرى.
وقد لا تكون لهذه الصور قيمة جمالية مباشرة لكنها على أية حال قيمة تستطيع إثارة مشاعر قوية وشاعرية لدى الأجيال التالية حين ينظرون الى الصور الواضحة والواقعية للأحداث الماضية وللناس الذين فارقوا الحياة من وقت طويل وأثروا فيها سلبا أو إيجابا.