العلاقات العامة بين الأحياء المختلفة في النظام البيئي
هناك صور متباينة من العلاقات بين الكائنات الحية في أي نظام بيئي وتتفاوت هذه العلاقات ، من علاقة قوية إلى علاقة واهية غير مباشرة ينتج عنها استفادة نوع واحد على الأقل ، أما النوع الآخر فقد لا يستفيد من هذه العلاقة بل ربما يصيبه بعض الضرر أو الموت ، ومن صور العلاقات الغذائية ما يلي :
1- التكافل أو المعايشة Commenslism
وهي علاقة بين نوعين من الكائنات الحية يعيشان معاً في علاقة من طرف واحد يفيد منها أحد النوعين بينما لا يعاني الآخر من الضرر إذا وجد إلا قليلاً . ومن أمثلة المعايشة بين الحيوانات العلاقة بين سمكة الريمورا Remora ( قملة القرش ).
تثبت سمكة الريمورا نفسها على السطح البطني لسمكة القرش بوساطة ممص فوق رأسها تضمن التنقل مع القرش وتتغذى على فتات ما يقتنصه. كذلك العلاقة بين الهوابير ( البرتقيل Barmacles ) وبعض الرخويات أو السلاحف المائية.
فالهوابير وهي نوع من القشريات ( بالانس Balanus ) تقوم بتثبيت نفسها على أصداف بعض الرخويات أو على دروع السلاحف المائية وبذا تضمن المرتكز والانتقال دون أن تسبب هذه الكائنات أية أضرار لحامليها ومن أمثلة التكافل بين النباتات ، نمو النباتات المعلقة Epiphytes كالأوركيدات على فروع الأشجار العالية لتكون قريبة من مصدر الضوء . وهذه النباتات تعتمد على الأشجار لحملها فقط ، ولكنها تصنع غذائها بنفسها وتمتص الماء من الرطوبة الجوية ولا تسبب أضراراً للأشجار، وهناك بعض الفطريات التي تعيش ملتصقة على جذوع الأشجار.
2- التبادل أو المقايضة Symbiosis Or Mutualism
في هذه العلاقة يكون الاتصال وثيقاً وغالباً إجبارياً بين نوعين من الكائنات الحية وتكون العلاقة مفيدة لكليهما. ومن أمثلة ذلك العلاقة بين النمل الأبيض Termites والأوليات السوطية Trichonympha. يتغذى النمل الأبيض على الخشب ولكنه لا يستطيع هضمه لعدم توفر الأنزيمات اللازمة لهضم سليلوز الخشب بالقناة الهضمية للنمل، لذا تقوم هذه الأوليات السوطية بامعاء النمل بهضم مادة السليلوز الموجودة بالخشب وتحويلها إلى مواد سكرية بوساطة أنزيماتها الخاصة ، وبذا يستفيد كلاً من النمل الأبيض والكائن اللاخلوي السوطي ، كذلك العلاقة القائمة بين البكتريا العقدية وجذور البقوليات كالبرسيم والفول حيث تمد البكتريا النبات بالنيتروجين التي تستطيع تثبيته من الهواء الجوي وتحصل البكتريا من النبات على الغذاء والمأوى.