160 مشاهدات
في تصنيف منوعات بواسطة (1.8مليون نقاط)
المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية

تمثل عملية الاستدامة البيئية بمناطق المحميات الطبيعية أهمية كبيرة، وتعد عنصرا مهما خاصة في الأونة الأخيرة؛ حيث حدثت طفرة غير مسبوقة في التنمية بصفة عامة، أحدثت تغيرات كبيرة في المجال الحيوي لا تستطيع معها البيئة أن تعيد توازنها بسبب هذه الاختلالات التي أثرت سلبا، وأدت إلى تدهور للمناطق البيئية الطبيعية، ومناطق المحميات الطبيعية بصفة خاصة.

وتؤدي المحميات الطبيعية دورا مهما في الحفاظ على البيئة من التدهور الذي يحدث للتنوع الحيوي، وكان دورها رائدا في الحفاظ على مكونات النظم الطبيعية للبيئة، والحفاظ على التنوع الحيوي، وحماية المخلوقات الحية من خطر الانقراض، كما ساهمت في بقاء المخلوقات المحمية كنماذج حية مماثلة لأنواعها الموجودة في الطبيعة، وكذلك مراقبة المكونات الحيوية بشكل طبيعي وفي بيئتها الأصلية يعطينا تصورا حقيقيا عن سلوك تلك المخلوقات، بالإضافة إلى المحافظة على التنوع الوراثي الجيني.

المحميات الطبيعية :

عرف الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN) المناطق المحمية بأنها عبارة عن مساحة جغرافية محددة يتم تخصيصها وتدار من خلال الوسائل والتدابير القانونية الفعالة من أجل حفظ الطبيعة، والأنظمة البيئية، والقيم الثقافية بها على المدى البعيد.

مواصفات وشروط المناطق المؤهلة لأن تكون مناطق محمية :

1- عندما يتوفر في المنطقة نظام بيئي متميز مثل مجموعات حيوانية مستوطنة في الغابات المطرية).

2- عندما يوجد في المنطقة نوع متميز سواء بقيمته أو ندرته أو نوع معرض الانقراض.

3- عندما يوجد في المنطقة تنوع حيوي طبيعي لأنماط الحياة.

4- عندما يكون لشكل السطح أو للعوامل الجيوفيزيائية أهمية خاصة كوجود الينابيع، أو مناطق جيولوجية فريدة.

5- عندما تكون المنطقة بحاجة لإجراءات لحماية العوامل الطبيعية التربة الماء والطقس).

6- عندما تكون المناطق ذات أهمية للسياحة البيئية بحيرات، شواطئ مناطق جبلية، حياة برية).

7- عندما تشتمل المنطقة على مواقع لها أهمية للبحوث العلمية طويلة الأمد.

8- عند اشتمال المنطقة على مواقع أثرية.

تصنيف المحميات الطبيعية :

المناطق المحمية غير متشابهة في طريقة إدارتها وقوانينها، وذلك لأن كل محمية تختلف عن غيرها في الأهداف التي أنشئت من أجلها، وفي درجات حساسية المواطن الطبيعية فيها ونوعية تلك المواطن، وهناك تصنيفات عالمية كثيرة لأنواع المناطق المحمية والتقسيمات داخل كل منطقة محمية، حدد الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) ستة أنواع للمحميات الطبيعية مع قسمين فرعيين هي:

المحمية الطبيعية صارمة (Strict Nature Reserve) : وهي منطقة محمية صارمة أسست لتحمي التنوع الحيوي وربما لحماية المعالم الجيولوجية والجيومرفولوجية، حيث يسيطر وبصرامة على الزيارات البشرية، والاستخدامات والتأثيرات التي تحدد لضمان المحافظة على قيم الحماية، ومثل هذه المناطق تعد مرجعا أساسيا للأبحاث العلمية وبرامج المراقبة.

منطقة برية (Wilderness area) : و هي مناطق محمية كبيرة غير معدلة في الغالب، أو قد تكون معدلة قليلا، تحفظ فيها السمات الطبيعية وتأثيراتها من غير توطن إنساني وحميت وأديرت للمحافظة على ظروفها الطبيعية.

المتنزهات الوطنية (National Park) : وهي مناطق طبيعية أو قريبة من الطبيعية كبيرة المساحة، تهدف إلى توفير الحماية لمدى واسع من العمليات البيئية مع الأنواع والنظم البيئية الموجودة فيها التي توفر أيضا أساس فرص لتكامل البيئة مع الثقافة والقيم الروحية، وكذلك فرص التعليم والترفيه والزيارة.

محمية المعالم الطبيعية (Natural monument or feature) : وهذه المناطق تهدف إلى حماية معلم أو مشهد طبيعي، قد يكون تشكيلا أرضيا، أو مدخلا بحريا، أو كهفا بحريا تحت الماء، أو معلما جيولوجيا ككهف أو حتى معلم حي كبستان قديم، وتكون صغيرة الحجم وفي الغالب لها قيمة عالية للزيارة.

محمية الموائل أو منطقة إدارة الأنواع : و تهدف هذه المناطق المحمية إلى حماية نوع محدد، أو موائل محددة، وتعكس إدارتها هذه الأولوية، وتحتاج كثير من المناطق المحمية في الفئة الرابعة تدخلات دورية ونشطة لتحقق احتياجات نوع محدد، وتحافظ على الموائل.

حماية النسق الطبيعي البري أو البحري (Protected landscape or seascape) : وهي مناطق محمية أنتج فيها التفاعل بين الناس والطبيعة عبر الزمن صفات مميزة بيئية، وحيوية وثقافية، بالإضافة إلى المشهد الجمالي، حيث تكون حماية سلامة هذه التفاعلات أمرًا حيويا للمحافظة على المنطقة واستمراريتها مع حماية الطبيعة والقيم الأخرى.

المحمية ذات الاستخدام المستدام للمصادر الطبيعية (Protected area with sustainable use of natural resources ) : و تحمي هذه الفئة الأنظمة البيئية والموائل، مع القيم الثقافية المصاحبة والأنظمة التقليدية لإدارة المصادر الطبيعية وتكون في الغالب مناطق محمية كبيرة، وبها جزء كبير مازال تحت الظروف الطبيعية، وبعضها يخضع لإدارة الاستخدام المستدام للمصادر الطبيعية بشكل معتدل وليس على المستوى الصناعي ومتوافق أيضا مع حماية الطبيعة كواحد من الأهداف الرئيسة في المنطقة.

أهمية إنشاء المحميات الطبيعية :

1- تعد المحميات الطبيعية مخزونا إستراتيجيا من التنوع الحيوي للدولة، حيث تحافظ تلك المحميات على ثروات البلاد من التنوع الحيوي، وخاصة الأنواع النادرة أو المهددة بالانقراض.

2- تحافظ المحميات على البيئة والتوازن البيئي الطبيعي.

3- تساهم في تنشيط قطاع السياحة البيئية المنظمة.

4- توفر الفرص للبحث وإجراء الدراسات العلمية.

5- تساهم في منع انجراف التربة والتصحر.

6- تعمل بمحتواها النباتي على تنقية الهواء وزيادة نسبة الأكسجين، والحد من الاحتباس الحراري.

7- تعد المحميات الطبيعية مصدرا هاما للتنمية المستدامة لأن الموارد الطبيعية موارد متجددة.

8- توفر فرص عمل للعديد من أفراد المجتمع المحلي.

9- تساعد على نشر التوعية البيئية.

10- تعد ملجاً طبيعيًا للمخلوقات الحية، مثل: بعض الحيوانات كالطيور والحشرات والزواحف النافعة.

أهم المشكلات والمخاطر التي تتعرض لها البيئة الطبيعية والمحميات والتنوع الحيوي في المملكة العربية السعودية:

١- النمو السكاني الكبير، والتمدد العمراني والصناعي والتجاري والإنشاءات العشوائية التي لا تراعي المتطلبات البيئية.

٢- التلوث بشتى أنواعه من المياه العادمة والنفايات الصلبة والخطرة.

٣- التغير المناخي وتأثيراته السلبية والتصحر.

٤- الرعي والصيد العشوائي والجائر، وقطع الأشجار، وقطف ثمار النباتات البرية.

٥- ضعف الوعي البيئي، وضعف التشريعات وعدم تطبيقها.

المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية :

اهتمت المملكة العربية السعودية بالبيئة وتطوير السياحة الداخلية وتضمنت رؤية السعودية 2030 عددًا من الأهداف الكفيلة بتحقيق الهدف الخامس عشر من أهداف التنمية المستدامة، كما حرصت حكومة المملكة على إصدار أنظمة تحافظ على المناطق المحمية للحياة الفطرية والنباتية، وتنظم صيد الحيوانات والطيور البرية والاتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالانقراض ومنتجاتها.

المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية:

المساحة الشاسعة التي تشغلها المملكة العربية السعودية والتنوع الهائل في أنظمتها البيئية التي لا بد أن تشملها منظومة المناطق المحمية، ويستمد أسسه من نظام الحمى المتوارث في الجزيرة العربية، ويتناسب مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة في البلاد ، ويضع الأسس السليمة للتنمية الاقتصادية الحافظة للموارد الطبيعية لذا أنشئ المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في عام 2019م بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وقد وافق مجلس الوزراء على تأسيسه في شهر مارس لعام 2019م بعد إلغاء الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، وإلغاء الهيئة السعودية للحياة الفطرية وإنمائها.

ويعمل المركز منذ إنشائه على تطوير وتنفيذ خطط للتصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية في البر والبحر، وإعادة تأهيل الأنواع التي انقرضت من البرية، والأنواع المهددة بخطر الانقراض، مستهدفا إعادة التوازن البيئي للنظم البيئية الطبيعية.

المحميات الملكية:

في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - يحفظه الله - بالمحافظة على البيئة الطبيعية والنباتية والحياة الفطرية وتكاثرها وإنمائها وفي تنشيط السياحة البيئية، والحد من الصيد والرعي الجائر ومنع الاحتطاب والحفاظ على الغطاء النباتي وزيادته، وتنظيم الحركة داخل المحميات بما لا يضر بالقرى والهجر وأملاك المواطنين داخل نطاق هذه المحميات، وحرصه - أيده الله - على أن يستمتع المواطنون بهذه البلاد الطاهرة والمقيمون على أرضها بالمحميات الطبيعية دون أسوار أو حواجز.

لكونها ملكا عاما للوطن أنشئت المحميات الملكية بأوامر ملكية من ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في السابع عشر من شهر رمضان لعام 1439هـ - يونيو 2018م، برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

الهدف من إنشائها :

يحقق الحفاظ على مكوناتها البيئية والطبيعية وإعادة توطين الحياة الفطرية فيها وتعزيز سبل إنمائها، وتنشيط السياحة البيئية.

أهداف التوسع البيئي للمحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية هي :

1- تنشيط السياحة البيئية في المحميات الطبيعية.

2- تنظيم عمليات الصيد في أوقات معينة من السنة.

3- تنظيم الرعي مما يرفع من نسبة الغطاء النباتي والإنتاج الرعوي.

4- تقليل أخطار التعرية وزيادة خصوبة التربة.

5- تحقيق التنمية المستدامة للحياة الفطرية. 6- استغلال الموارد الطبيعية بما يخدم الحياة الفطرية فيها.

7- ضمان استمرارية وسلامة السلالات النادرة من الحيوانات والنباتات بما يكفل لها نظام بيئي مستقر ومتوازن.

المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر:

صدر قرار مجلس الوزراء رقم (417) بتاريخ 1440/7/19هـ بإنشاء المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ويأتي إنشاء المركز بهدف الإشراف على إدارة أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، والمحافظة على الموارد الوراثية النباتية والغطاء النباتي خارج المناطق المحمية في المملكة العربية السعودية بجميع بيئاته، ومكافحة التصحر.

المهام الأساسية للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر :

1- وضع مبادرات وبرامج ومشروعات لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، ومتابعة تنفيذها.

2- تطوير وحماية مناطق الغطاء النباتي بجميع بيئاته والموارد الوراثية النباتية.

3- العمل على زيادة نسبة الغطاء النباتي في جميع مناطق التنمية.

4- إدارة المشاتل والمعاشب وبنوك البذور العائدة للمركز لإنتاج الشتلات للنباتات البرية والساحلية لدعم مبادرات تنمية الغطاء النباتي، وحفظ الموارد الوراثية النباتية.

5- وضع الخطط السنوية للرعي وتنظيمه، وفقا لدراسات الحمولة الرعوية لكل منطقة.

6- تنظيم الاستثمار البيئي في مناطق الغطاء النباتي.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (1.8مليون نقاط)
عدد ما هي المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية؟

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى منصة انهض، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...