مقومات الدولة العراقية نشأتها ومقومات قوتها
اولا : نشاة الدولة في العراق :
لم تشهد كافة المناطق على سطح الأرض قيام الدول وان غدت لاحقا جزء من دولة أو أخرى . وانما اقتصر ظهورها على مناطق معينة كما مر بنا أنفا في هذا الفصل. إلا ان العراق شهد كما نعلم أول ظهور للدولة سواء كانت على شكل دول مدن ام دول إمبراطورية فيما بعد كالإمبراطوريات السومرية والاكدية والبابلية والأشورية. وظل العراق مركزا لدول متوالية فيما بعد حتى قيام الدولة العربية الإسلامية عندما اتخذت الكوفة عاصمة لها، وغدا ايضا مركزا للدولة العباسية . وحتى عندما أصبح العراق جزءا من الدولة العثمانية كانت له مكانة دولية، حتى قيام الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى ، وغدا لها دور في شؤون المنطقة وفي الاستراتيجيات الدولية.
مقومات الدولة العراقية وتقويم قوتها :
أولا: المقومات الطبيعية :
1- الموقع : يتحدد موقع العراق الفلكي بخطي طول ۳۸ درجة و ٤٥ دقيقة شرقاً و ٤٨ درجة و ٤٥ دقيقة شرقاً، وبدائرتي عرض ۲۹ درجة و ٥ دقيقة شمالاً و ۳۷ درجة و ۲۲ دقيقة شمالاً. وقد منحه الموقع من دوائر العرض صفات الدول المعتدلة الدفيئة التي تمتاز بفصل نمو يمتد على مدار السنة، إذ نجد محاصيل زراعية دائمة كالنخيل الذي تحتل زراعته مكانة مهمة سواء من حيث عدد أشجاره، أو من حيث إنتاجه، وأشجار الفاكهة التي تمتاز بالتنوع كأشجار الحمضيات مثل البرتقال والليمون الحلو والليمون الحامض، وأشجار العنجاص والعرموط وهذه تكثر في وسط العراق بشكل رئيسي.
كما ان تنوع الفصول خلال السنة من فصل معتدل البرودة شتاء إلى فصل دافئ جاف صيفا ترتب عليه تنوع محاصيله الفصلية، كالقمح والشعير شتاء الذي يعتمد على الأمطار في شمال العراق وعلى الري في وسطه وجنوبه، والرز الذي يزرع صيفا اعتمادا على الري سيحا. فضلا عن محاصيل الخضروات والمحاصيل الزيتية والمحاصيل الصناعية كالبنجر وقصب السكر. وتبرز أهمية الإنتاج الزراعي، من حيث تنوعه ومقادير إنتاجه في المساهمة بتحقيق الأمن الغذائي للبلد من جهة والمساهمة في الدخل الوطني من جهة أخرى.
اما موقعه من اليابسة والماء فيظهر له موقع بحري يتمثل بإطلالته على الخليج العربي مما يمكنه من الاتصال بالعالم خاصة في مجال التجارة إذ نجد على سبيل المثال ان جانبا من إنتاجه من النفط يصدر عبر موانئه على هذا الخليج ولاسيما ميناء العمية.