ما هي القصة الشعبية ( المفهوم - الدلالة )
القصة الشعبية (المفهوم والدلالة):
1 -مفهوم القصة الشعبية:
هي "نوع قصصي ليس له مؤلف، لأنه حاصل ضرب عدد كبير من ألوان السرد القصصي الشفهي، وهي ترتبط بأفكار وأزمنة وموضوعات وتجارب إنسانية ذات علاقة بحياة الإنسان، أو هي "فن القول التلقائي العريق، المتداول بالفعل، المتوارث جيلا بعد جيل، المرتبط بالعادات والتقاليد".
خصائص ومميزات القصة الشعبية:
١- جهل المبدع الحقيقي: يتغاضى المجتمع عن المبدع الأول للقصة الشعبية وتعتبر حسب المجتمع هي إرث شعبي جمعي لا يحق لأي شخص أن ينسبه له.
٢- العراقة والقدم: تعتبر ذلك العمل العتيق والفن السامي القديم بقدم تواجد الإنسان ولا يمكن تحديد لها زمنا او وقتا معينا، غير انها انبثقت قديما من الذاكرة الشعبية.
٣- المشافهة والانتقال: تنتقل الحكاية الشعبية مشافهة بحكم طابعها الذي يميزها عن الأدب الرسمي أو الفصيح الذي ينبغي له التدوين وهي ذات طابع شفاهي من شخص إلى آخر، مما يجعلها مرنة تتغير بفعل الزيادة والنقصان، وهذا ما يجعلها تتطور وترتقي عبر المشافهة.
٤- الطول والقصر: باعتبارها تعالج موضوعات مختلفة وكثيرة منها الأسطورية والخرافية والبطولية وهذا ما يحدد حجمها على حسب الحالة القصصية التي تعالجها وتقدم فحواها من خلال القص.
أنواع القصة الشعبية:
١- القصة الخرافية: وهي التي تجسد وتشرح المعتقدات والأفكار الراسخة في ذهن الإنسان وذلك بالاستعانة بالحيوانات كالطيور وغيرها، مثل قصة (الغراب والثعلب) التي كانت تدور مضامين أحداثها على غراب طيب وثعلب ماكر كان يكن الكثير من الكره له لشدة شره ولا يحب أن يكون هناك حيوان أفضل منه، وكانا من سكان الغابة وفي أحد الأيام بينما كان الثعلب يحاول خداع أهل الغابة ولم يجد من يحتال عليه، رأى الغراب الطيب الذي كان يقف على الشجرة يحمل قطعة جبن في منقاره يأكل منها، فأخذ يفكر كيف يحتال عليه من خلال مدح الغراب قائلا له: يا صديقي الغراب سمعت أن صوتك جميل فهل تحدثني به قليلا، لكن بينما أراد الغراب أن يسمع صوته للثعلب انتبه إلى خطة الثعلب الماكرة فوضع قطعة الجبن تحت جناحه، ولما رأى الثعلب ذلك علم أن خطته كشفت فولى فار من مكانه.
كانت العبرة من هذه القصة ان الشخص مهما كان طبيبا ليس بالضرورة أن يكون غبيا أو احمقا، بل على العكس هو شخص مسالم لا يحب ان يؤذي غيره ، والغرور لا يورث شيئا غير كره الآخرين له.
اما قصة الحيوان: للحيوانات الصلة الكبيرة بالقصص الشعبية لما لها من دور في تقديم الغاية الأسمى من محور القص، من حكم أو عبر شعبية تلامس النفس وتعطي مواعظ إنسانية يقتدي به الشخص في حياته، والتعبير عن الواقع المعاش باستعمال نوع من الهزل باستبدال الإنسان بالحيوان، مثل قصة عزة ومعزوزة الجزائرية حيث جمعن هذه القصة بين المرح والهزل من جهة وبين الموعظة من جهة أخرى، إذ كان المغزى من القصة هو عدم الثقة في أي كان مهما كانت درجة قربه في الحياة.
٢- القصة الأسطورية: هي قصة تقليدية تروي أحداثًا خارقة للعادة، أو تعبر عن أعمال الآلهة والأبطال، إذ تحكي معظم القصص الأسطورية على أناس وأماكن وأحداث يمكن إدراكها، وتقوم على أشخاص حقيقيين أو أحداث حقيقية ولكن الكثير منها يتعلق بشخصيات خيالية، مثل قصة (عشبة خضار) والتي تدور أحداثها حول فتاة سميت بعشة خضار بعد ولادتها لأن الأرض اخضرت حينها، لكن سرعان ما توفيت والدها وبقيت على وصاية والدها الذي تزوج بعد فترة، ولجمل عشبة خضار كانت زوجة والدها تكن لها الكثير من الكره والغيرة ففكرت في طريقة للتخلص منها في رحلة إلى الصحراء وكان لها ذلك بعدما ألصقت عشبة خضار بسدرة من الشوك، فتقدمت الحيوانات بعدها لمساعدتها بعدما تكلمت معهم وبعد ذلك تزوجت وعادت إلى مكان ولادتها ولما أصبحت في موقع بيتهم تساقطت الأمطار في ذلك المكان فأحس والدها بوجودها لأنه من عام ولادة عشبة خضار ما صبت الأمطار وهكذا عادت إلى حضن والدها.