الصفيحة العربية نشأتها ومكوناتها

كانت الصفيحة العربية متصلة بالصفيحة الإفريقية ، ثم حدث فالق البحر الأحمر والذي أدى إلى انفصال الدرع العربي عن الدرع النوبي، ومن ثم ترسبت التكوينات الرسوبية على الدرع العربي.
الربط مع الحياة تلاحظ عند هطول الأمطار الشديدة، أن كثيرا من الأشياء تطفو فوق المياه على اختلاف حجمها أو شكلها، وتتحرك مسافات كبيرة مبتعدة عن مكانها الأصلي، كذلك الصفائح تشابه المثال السابق باختلاف الحجم الضخم للصفيحة، وكذلك المادة المنصهرة واللزجة التي تقع عليها الصفيحة، وتحركها في اتجاهات مختلفة.
نشأة الصفيحة العربية The Origin of the Arabian plate :
يتكون مسطح الأرض التي تعيش عليها بما فيه من جبال ووديان وصحاري وغابات وأنهار وبحار ومحيطات من كتلتين رئيستين من الصخور قشرة أرضية قارية، وقشرة أرضية محيطية، وتنقسم هذه الصخور إلى صفائح تكتونية، تطفو فوق صخور ماتعة في جوف الأرض، تعرف بالصهارة (الماجما)، التي تتحكم في حركة تياراتها الجوفية وفي تحريك ما فوقها من صفائح. ورغم ما نراء بالعين المجردة من ثبات الأرض، إلا أن هذه الصفائح تتحرك حركة دؤوبة ؛ تنفصل عن بعضها في اتجاه وتصطدم ببعضها الآخر في الاتجاه الآخر. وفي هذا الإطار، تقع المملكة العربية السعودية فوق ما يعرف بالصفيحة العربية، التي كانت متصلة بالصفيحة الإفريقية، وكان يحيط بها محيط ضخم يدعى بحر التيس / Tethys Ocean الشمال والشرق، وقبل ملايين السنين، تحركت الصفيحة العربية، وكانت لا تزال جزءا من الصفيحة الإفريقية، وتعرضت لعمليات جيولوجية تكتونية من تصادم، وتحطم، وزوال صخور قديمة، وانحسار بحار، وتباعد، وتكون بحار فتية، وظهور صخور جوفية. كما ثارت فيها البراكين، وسالت عليها الحمم الملتهبة. وتحركت هذه الصفيحة، عبر تاريخها الجيولوجي الطويل، حتى وصلت المنطقة القطبية المتجمدة الجنوبية، فغطتها طبقات الجليد الملايين السنين لما لا يقل عن سبع فترات، وتعاقبت عليها البحار بين عمر وانحسار.
تكون البحر الأحمر وحركة الصفيحة العربية Formation of Red Sea and the movement of Arabic plate :
بقيت الصفيحة العربية ملتصقة بإفريقيا إلى أن انخبر عنها بحر التي يسبب تحرك الصفائح ، وانفصلت عن إفريقيا قبل نحو ثلاثين مليون سنة، وذلك بسبب حدوث صدع كبير، تكون على امتداده خليج عدن، والبحر الأحمر، وخليجا العقبة والسويس، ونجم عن قوة هذا الصدع انفصال منطقة الدرع العربي، التي تقع في غربي الجزيرة العربية، عن الدرع النوبي الذي يقع في شرقي إفريقيا، كما تكونت جبال السروات في غرب الجزيرة العربية. وأخذت الصفيحة العربية بالتحرك باتجاه الشمال الشرقي، حتى اصطدمت بآسيا والتحمت بها وتكون على امتداد ذلك الاصطدام سلاسل جبال طوروس في الجنوب الشرقي من آسيا الصغرى (تركيا اليوم)، وجبال زاجروس في غربي إيران، وجبال عمان في شرقي الجزيرة العربية، ولم يبق من بحر التيشس الضخم إلا الخليج العربي وبحر عمان والبحر الأبيض المتوسط. ولا تزال الصفيحة العربية تتحرك ، باتجاه الشمال الشرقي، بزحزحة جانبية على امتداد صدوع خليج العقبة والبحر الميت، وصدوع بحر العرب الانزلاقية، بعيدا عن الصفيحة الإفريقية بمعدل سنتيمتر ونصف إلى سنتيمترين سنويا ، ولعل هذا هو تفسير الزلازل التي تضرب غربي ايران و جنوب شرقي تركيا، والهزات الزلزالية التي يشعر بها سكان الساحل الشرقي للبحر الأحمر، والساحل الغربي للخليج العربي بين الحين والآخر.
حدود الصفيحة العربية Boundary of Arabic plate :
الصفيحة العربية تشمل المنطقة الممتدة من بحر العرب جنوبا، إلى سلاسل جبال طوروس شمالاً، ومن البحر الأحمر غرباً إلى سلاسل جبال زاجروس شرقاً، وهي تمثل وحدة جيولوجية واضحة المعالم والحدود الطبيعية حيث مرت عليها فترات مطيرة فاكتت أرضها بالغابات الخضر الكثيفة الوارفة الظلال، وأعقبتها فترات جفاف فتصحرت وأجدبت.
الآثار المترتبة على حركة الصفيحة العربية:
1- تكون جبال ترودس في قبرص، وجبال طوروس في تركيا، وجبال زاجروس في ایران و جبال عمان في سلطنة عمان.
2- نشأة البحر الأحمر وخليج عدن، و انغلاق بحر التيش و انحساره مكونا البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي.
3- حصول كسور وشفوق أرضية في منطقة التباعد (البحر الأحمر).
4- حصول نشاطات بركانية نتج عنها تدفقات بازلتية مكونة الحرات التي غطت جزءا من الدرع العربي، وهزات زلزالية على طول مناطق الاصطدام.
5- حدوث طي الطبقات الخليج العربي والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية التي أصبحت مكامن مناسبة لتجمع وهجرة النفط و الغاز لتصبح المنطقة من أغنى مناطق العالم بالنفط والغاز.
التكوينات الجيولوجية للصفيحة العربية Geological formations of Arabic plate:
تقسم الصفيحة العربية جيولوجيا إلى كتلتين كبيرتين هما: الدرع العربي والرف العربي، حيث يعد الدرع العربي الأساس الذي ترسبت عليه الطبقات الرسوبية ويبرز في الجزء الغربي من الصفيحة العربية، ويتكون بصورة رئيسة من صخور نارية جوفية وصخور متحولة يعود عمرها إلى ما قبل عصر الكامبري.
وتغطيها بعض الهضاب البازلتية التي تكونت في العصر الثلاثي والتي تسمى بالحرات البركانية، أما الرف العربي فيقع إلى الشرق من الدرع العربي وبشكل ثلثي الصفيحة العربية ويشمل جميع التكوينات الرسوبية التي ترسبت في عصر الكاميري وما بعده حتى العصر الحديث بالإضافة إلى الأحواض الرسوبية الحديثة ، والتكوين rock forsnation هو طبقات متراصة من الصخور الرسوبية لها نفس العمر تقريبا. وسنتطرق إلى بعض التكوينات التي تشكل الرف العربي :
1- تكوين الساق :
سمي تكوين الساق بهذا الاسم نسبة إلى جبل ساق الذي يبرز فوق منكشف ساق غربي الشيحية بمنطقة القصيم ويعود العمر الجيولوجي له لعصر الكاميري وبداية عصر الأردو فيشي، والمتكشف outcrop هو المقطع المثالي لصخور التكوين الظاهرة على سطح الأرض.
يبلغ سمكه في المقطع المثالي أكثر من 600 مترا ويتكون من الحجر الرملي الأحمر والبني الفاتح ومن الحجر الرملي ذو التطبق المتقاطع وبه نطاقا يتألف من عدد من الطبقات الرقيقة من الطفل.
2- تكوين خف:
سمي بهذا الاسم نسبة إلى عين خف التي تقع شمال غرب مدينة الرياض على طريق الرياض - القصيم القديم. ويعود عمر صخوره إلى عصر البرمي ويتركب أساسا من حجر الجير في الأجزاء العلوية والسفلية وفي جزئه الأوسط يتكون من الطفل المختلط بأملاح الجبس والأنهيدريت ويبلغ سمكه في المقطع النموذجي 292 مترا.
3- تكوين المنجور :
سمي نسبة إلى تلة خشم المنجور والتي تقع غرب مدينة الرياض ويعود عمر صخوره إلى أواخر عصر الترياسي ويتكون من الحجر الرملي والطفل والكونجلو ميرايت ويبلغ سمكه في المقطع النموذجي 315 مترا.
4- تكوين ضرما:
يسمى بهذا الاسم نسبة إلى مدينة ضرما التي تقع شمال غرب مدينة الرياض وتعود عمر صخوره إلى العصر الجوراسي المتوسط ويتكون من حجر الجير والطفل مع وجود طبقات من الجبس أحياناً، ويبلغ سمكه في المقطع المثالي375 مترا.
5- تكوين اليمامة:
ينسب هذا التكوين اليمامة بالخرج ويعود عمر صخوره للعصر الكريتاسي الأسفل ويبلغ سمكه نحو 46 مترا ويتكون من الصخور الجيرية ولا يكون هذا التكوين حافات نتيجة تعرضه للتعرية ولا يشاهد موى تلالا ورفوقا بسيطة الارتفاع عدا منطقة المنكشف التي هي على شكل شبه حافة في جبال البويب المواقعة في مقدمة حافة العرمة.
6- تكوين عرب :
يعود عمر صخوره لعصر الجوراسي الأعلى ويتكون من تعاقب صخور جيرية وأملاح الأنهيدريت ويقسم إلى أربعة أجزاء هي عرب (1) وعرب ( ب ) وعرب ( ج ) وعرب ( د ) مرتبة من الأعلى إلى الأسفل، ويبلغ سمك هذا التكوين حوالي 124 مترا ، ويتميز هذا التكوين بوجود محزون كبير من النفط.
7- تكوين أم رضمة:
ينسب هذا التكوين إلى آبار أم رضمة والتي تقع بالقرب من مدينة حفر الباطن ويظهر على أرضية هضبة الصمان حتى يصل إلى منطقة شمال الربع الخالي يعود العمر الجيولوجي لهذا التكوين بين الباليوسين والأيوسين المبكر من دهر الحياة الحديثة وتتركب طبقاته من سلسلة متكررة من الحجر الجيري والدلوميت وحجر الجير الدلومايني، يبلغ سمكه في المقطع المثالي حوالي 211 مترا وفي مواقع أخرى قد يصل إلى 490 مترا.
8- تكوين الدمام :
يسمى بهذا الاسم نسبة إلى قبة الدمام الملحية التي تظهر كامل التتابع الجيولوجي لهذا التكوين ويتراوح العمر الجيولوجي لصخوره بين الأيوسين المبكر والمتوسط صخوره عبارة عن مزيج من الحجر الجيري والمارل والطفل ويقسم إلى خمسة أعضاء، ويبلغ السمك الكلي له عند منكشفه حوالي 33 مترا.